صوره نادره لحديقه الازبكيه وتاريخها

[الأزبكيه ) .. أنشأها الأمير سيف الدين أزبك من ططخ ، أتابك العساكر المنصوره في عهد السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباي ..
تولي أزبك منصب الأتابكيه و مكث فيه قرابه ثلاثون عاماً ، و هي أطول مده إستمر فيها أتابك في مصر علي منصبه ، و كان من أجل الأمراء و أعظمهم علي مر تاريخ مصر .
و كان في سعه من المال جداً حتي أنه كان يصرف من أمواله الخاصه علي التجاريد ( الجيوش التي تخرج للحرب وقتها ) ، و هذا لم يقع من أي من أمراء المماليك أبداً .
شارك في معارك كثيره ضد شاه سوار ( أمير التركمان ) ، و ضد العثمانيون ، فكان يخرج من القاهره في مواكب عظيمه تقارب مواكب السلطان ، و حوله مماليكه بأفخم الملابس و بالخيول المرتديه للجوخ و المزينه برنكه ( شِعاره ) من الجانبين .
شرع في بناء الأزبكيه ، و كانت قريبه من مناخ جماله ( و يلاحظ أنه إلي الأن يوجد شارع قريب من الأزبكيه بإسم ، شارع مناخ الجمل ) .
و حفر بها البركه العظيمه للمياه ، التي ردمت أيام الخديوي إسماعيل ، و كانت مكان الميدان الذي به تمثال إبراهيم باشا الأن ، و أجري إليها الماء من الخليج ( شارع بورسعيد الأن ) ، و أحضر الطمي و رماه في أرضها و حرثها و زرع بها الأشجار و بني بها القصور له و بني بها الطواحين و مسجده العظيم ( و قد هدم في تخطيط القاهره أيام الخديوي إسماعيل ) ، فصارت الأزبكيه علي أيامه مدينه علي إنفرادها و سكنها الأمراء و الأعيان .
أعيد تخطيطها في عهد الخديوي إسماعيل و ردمت البركه و هدمت الحواري و القصور ، و بني بها دار الأوبرا الخديويه ( التياترو ) و وضع بميدانها تمثال أبوه إبراهيم باشا ، و جعل بها غابه ( حديقه ) الازبكيه ( وضع تخطيطها المهندس الفرنسي أوسمان ) ، و بني بها فندق ( الإنتركونتنتال ) ، و دك أرضها بالدقشوم و أضائها بالأنوار ليلاً فكانت من أعظم أحياء القاهره علي عهده .
فإنظر لها الأن ، أين الأوبرا ؟ ، ما حال أعرق و أفخم فنادق القاهره ( الإنتركونتنتال ) ؟ ، أين حديقتها التي علي طراز حديقه بولينا بفرنسا ؟ .